وقرن الله تعالى التوكل بالربوبية والألوهية معاً ومن ذلك قول الحق: «قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ» (الرعد الآية 30)، وقوله: «رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً» (المزمل الآية 9)، وقوله: «وعلى اللهِ فليتوكلِ المُؤمنُون» (آل عمران الآية 221).
وقبل أن نخوض في الحديث عن التوكل نقول مباشرة: إن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل، بل إن التوكل على الحقيقة هو أخذ بكل الأسباب ثم ترك الأمر لرب الأسباب ومسببها، والأخذ بالأسباب من صدق التوكل، وصحة الدين، وسلامة المعتقد، وقوة اليقين، لكن البلاء كل البلاء، والشر كل الشر، في الاعتماد على الأسباب وحدها، ونسيان المسبب وهو الله سبحانه، الاعتماد على الأسباب وحدها خلل في الدين، وترك الأخذ بالأسباب خلل في العقل، وعدم السعي ليس من التوكل في شيء، وإنما هو اتكال أو تواكل حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى الجملة فإن عدم الأخذ بالأسباب قدح في التشريع، والاعتقاد في الأسباب قدح في التوحيد، وقد فسر العلماء التوكل فقالوا: ليكن عملك هنا ونظرك في السماء، وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن رجلاً قال: يا رسول الله أأعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ (يقصد ناقته) قال: «اعقلها وتوكل».
عناوين متفرقة المزيد من الأخبار